آخر الاخبار

4 2021/02/04
دراسة "مشكلات التآكل في صناعة التكرير والبتروكيماويات
 "مشكلات التآكل في صناعة التكرير والبتروكيماويات"

أكدت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن الصناعة البترولية تلعب دوراً أساسياً في الاقتصاد العالمي بشكل عام وفي الدول العربية المصدرة للبترول بشكل خاص، حيث تعتمد الحكومات بشكل كبير على البترول لدعم دخلها القومي.
 وذكرت دراسة جديدة صادرة عن منظمة أوابك بعنوان "مشكلات التآكل في صناعة التكرير والبتروكيماويات" أنه بحسب بعض التقييمات تشكل تكاليف التآكل حوالي 25% من اجمالي تكاليف الأعطال التي تحدث في الصناعة البترولية في العالم، وإذا تركت دون إدارة فمن المؤكد أن العواقب ستتفاقم أكثر وتؤدي إلى خسائر باهظة للصناعة والاقتصاد القومي. وأوضحت الدراسة بأنه مع انخفاض أسعار النفط وتراجع الواردات البترولية، وتنامي المنافسة في الأسواق العالمية، ازداد اهتمام القائمين على الصناعة البترولية وخاصة صناعة التكرير والبتروكيماويات، بخفض أكثر للتكاليف من خلال تحسين الأداء، والحد من الأسباب التي تؤدي إلى انقطاع الإنتاج، والتي تأتي في مقدمتها مشكلات التآكل.
 وشددت الدراسة على أن ظاهرة تآكل المعادن من أخطر المشكلات التي تتعرض لها المنشآت الصناعية، نتيجة ما تحدثه من تلف للمعدات واستهلاك للطاقات وهدر للجهد والوقت. وبالرغم من الاجراءات الكثيرة المتبعة في منع حدوث هذه الظاهرة أو الحد منها، إلا أن الخسائر الناجمة عنها لاتزال كبيرة، كما أن مشكلات التآكل تصنف كأحد أهم الأسباب المؤدية إلى وقوع الحوادث الخطرة التي تهدد الصحة والسلامة في صناعة التكرير والبتروكيماويات، حيث تشير العديد من الدراسات الإحصائية أن معظم الأسباب الرئيسية للكوارث التي وقعت في صناعة التكرير والبتروكيماويات تعود إلى كيفية تعامل الإدارة مع النتائج المحتملة من مشكلات التآكل.
وعلى الرغم من تباين مصافي تكرير النفط من حيث نوع عمليات التكرير وخصائص النفط الخام المكرر، وتكاليف التشغيل، وهيكل المنتجات النهائية، إلا أن مشكلات التآكل وطرق معالجتها قد تكون متشابهة في كافة المصافي.
وأوضحت الدراسة، أن لإجراءات الوقاية من التآكل دور كبير في حماية البيئة من التلوث الناتج عن تسرب المواد الهيدروكربونية، علاوة على تحسين ربحية المصفاة نتيجة تفادي الخسائر المحتملة من التوقفات الطارئة وتكاليف عمليات الصيانة. ويمكن تخفيف معدل التآكل وإطالة العمر التشغيلي لمعدات صناعة التكرير والبتروكيماويات من خلال الاختيار الصحيح للمعادن والسبائك المستخدمة في مرحلة إعداد التصاميم والإنشاء.
ونوهت الدراسة إلى أن التطورات التكنولوجية الحديثة تساهم في الحد من حدوث مشكلات التآكل، كاستخدام نماذج متطورة للتنبؤ بالعمر المتبقي للمعدات، وبرامج تساعد في تحديد كيف تؤثر التغيرات في مواصفات المواد الخام على معدل تآكل الأوعية والمعدات في الوحدات اللاحقة، علاوة على ضرورة تحسين تقنيات الفحص والمراقبة لأنظمة الأنابيب داخل وحدات المصفاة بكافة أنواعها السطحية أو المدفونة تحت الأرض.
واستعرضت الدراسة مجموعة من التقنيات التي تساهم في الوقاية من التآكل، منها على سبيل المثال، تقنية التفتيش على أساس الخطرRisk-based Inspection ، وإدارة دورة حياة المعداتLife-cycle Management ، ومؤشرات قياس الأداء الرئيسية، وغيرها. وبينت أن لتقنية التفتيش على أساس الخطر فوائد عديدة، فهي إضافة إلى توجيه جهود عمليات التفتيش نحو المعدات الأكثر أهمية، فإنها تساهم في تحسين المردود الاقتصادي للمصفاة من خلال تخفيض تكاليف الصيانة وتحسين كفاءة الإنتاج وتفادي التوقفات غير المبرمجة.