آخر الاخبار

5 2021/06/23
مشاركة الأمانة العامة لمنظمة أوابك بورقة فنية في ورشة العمل الدولية التي نظمها منتدى الدول المصدرة للغاز حول تخفيض انبعاثات الميثان يوم 16 يونيو 2021 عبر الاتصال المرئي

 مشاركة الأمانة العامة لمنظمة أوابك بورقة فنية في ورشة العمل الدولية التي نظمها منتدى الدول المصدرة للغاز حول تخفيض انبعاثات الميثان يوم 16 يونيو 2021 عبر الاتصال المرئي

في إطار التعاون والمشاركة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) ومنتدى الدول المصدرة للغاز، شاركت الأمانة العامة في ورشة عمل دولية نظمها المنتدى يوم 16 يونيو 2021عبر تقنية الاتصال المرئيلاستعراض ممارسات تخفيض انبعاثات الميثان، وطرق رصدها وقياسها وكيفية الحد منها باستخدام أحدث التقنيات العالمية. شارك في الورشة قرابة 100 مشارك من المهتمين والعاملين في قطاع الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي، وخبراء الصناعة، وممثلي الدول الأعضاء بالمنتدى، وهيئات ومنظمات دولية. وقد ترأس سعادة الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الدكتور/يوري سينتيورين، الجلسة الافتتاحية للورشة والتي رحب فيها بالمشاركين، وأشار إلى أن الورشة تأتي تفعيلا لمبادرة " المعرفة البيئية والحلول" التي أعلنها المنتدى مؤخراً التي تهدف إلى التعرف على أفضل الممارسات للتعامل مع التحديات البيئية ورفع القدرات وبناء تعاون مع المنظمات المهتمة بقضايا البيئة. وأشار إلى أهمية قضية انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز، وأن الدول الأعضاء في المنتدى قد اتخذت خطوات في سبيل الحد منها. كما قام البعض بوضع قيود على عمليات انبعاثات الميثان وفي الختام، شدد الدكتور/ سينتيورين على أن الدول الأعضاء تعمل على اتخاذ إجراءات لتعزيز استدامة صناعة الغاز ودعم دوره في التنمية المستدامة.

شارك في الورشة، ثلاثة متحدثون من أوابك ومنتدى الغاز وشركة كايروس. حيث قدم السيد/كريستيان ليلونج، مدير الموارد الطبيعية بشركة كايروس، ورقة أشار فيها إلى مبادرة مراقبة الميثان التي أطلقتها الشركة، التي تعد المنصة الوحيدة لقياس انبعاثات الميثان للشركات والمناطق على نطاق عالمي باستخدام صور الأقمار الصناعية وخوارزميات متقدمة، بالتعاون مع هيئات دولية مثل الاتحاد الأوروبي ووكالة الطاقة الدولية. أما السيد/مصطفى عامر، باحث بالمنتدى، فقد قدم عرضا تناول توزيع انبعاثات الميثان في الدول الأعضاء بالمنتدى، وممارسات الحد من انبعاثات الميثان، ودراسة حالة من إحدى الدول الأعضاء في قطاع المنبع.بينما قدم المهندس / وائل حامد عبد المعطي، خبير صناعات غازية بأوابك، ورقة بعنوان" تخفيض انبعاثات الميثان لأجل استدامة صناعة النفط والغاز"، للتعريف بموضوع انبعاثات الميثان، وطرح رؤية الأمانة العامة حول هذا الموضوع وإبراز الفرص التي من شأنها تعزيز استدامة صناعة النفط والغاز، وذلك ضمن المحاور الرئيسية التالية.

انبعاثات الميثان في بؤرة الاهتمام المجتمع الدولي

أشار المهندس/وائل إلى أن غاز الميثان يعد أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهو يتسم بقدرته العالية على حبس الحرارة بما يصل إلى 87 ضعف مقارنة بجزيء ثاني أكسيد الكربون خلال فترة 20 سنة، وما يصل إلى 28 ضعف مقارنة بجزيء ثاني أكسيد الكربون خلال فترة 10 سنة. وقد ارتفع تركيز الميثان في الغلاف الجوي بأكثر من 2.5 مرة مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية، وهو ما جعل الميثان ثاني أكبر مسبب للاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون. لكن في المقابل فإن متوسط فترة بقائه في الغلاف الجوي تقدر بنحو 12 سنة.

مصادر انبعاثات الميثان وتقديراتها

أما من جانب مصادر الانبعاثات، فتتسبب الحوادث والأنشطة الطبيعية (مثل حرائق الغابات، والتسربات الطبيعية من الطبقات الجيولوجية، إلخ) في نحو 40% من إجمالي انبعاثات الميثان عالمياً، أما نسبة الـ 60% المتبقية فهي الناتجة عن النشاط البشري مثل أعمال الزراعة، وقطاع الطاقة ومعالجة النفايات وغيرها. ويعد قطاع النفط والغاز ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الميثان الناتجة عن النشاط البشري والتي تأتي نتيجة انبعاثات هاربة أو عبر تنفيس الأجهزة أو نتيجة عمليات الاحتراق غير المكتمل للوقود وذلك أثناء عمليات التشغيل العادية والصيانة الدورية والتوقفات الطارئة في كافة مراحل صناعة النفط والغاز. مشيراً إلى أن التحدي الأبرز هو عدم وجود تقنية موحدة لرصد وتسجيل الانبعاثات، ولا حتى طريقة معيارية للإبلاغ والتحقق من الانبعاثات. لذا فإن الدراسات المتوافرة حول حجم الانبعاثات عالمياً تعتمد بنسبة كبيرة على التقديرات، لكنها متقاربة. فوفقا لوكالة الطاقة الدولية، يقدر إجمالي انبعاثات الميثان بنحو 72 مليون طن سنوياً، بينما تصل التقديرات إلى نحو 91 مليون طن سنويا حسب تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية. ويعد قطاع المنبع المتسبب الرئيسي بأكثر من 77% من انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز، بينما تشكل عمليات معالجة ونقل وتوزيع الغاز الطبيعي نحو 22%.

كيفية رصد وقياس انبعاثات الميثان

تعتمد طرق رصد وقياس انبعاثات الميثان في مواقع النفط والغاز إما على الرصد والقياس المباشر لمصادر الانبعاثات باستخدام كاميرات تحت الحمراء أو تقنيات أخرى لكنها مكلفة وتستغرق وقت وجهد كبير. أو عبر التقاط صور باستخدام الطائرات المسيرة أو الأقمار الصناعية ومعالجتها لتعطي تحليلاً أشمل وأكبر عن حجم الانبعاثات فوق موقع أو منطقة جغرافية ما. كما يمكن استخدام بعض الطرق الحسابية في تقدير حجم الانبعاثات، ويعد استخدام مزيج من الطرق الحسابية والقياسات الفعلية هو أفضل الطرق المتبعة لتقدير حجم انبعاثات الميثان عالميا.

طرق تخفيض انبعاثات الميثان والمبادرات الدولية

أشار المهندس /عبد المعطي إلى انه من الناحية الفنية هناك إمكانية كبيرة لاسترجاع انبعاثات الميثان من قطاع النفط والغاز الناتجة عن عمليات التشغيل والصيانة، كما يمكن أن تساهم أجهزة الرصد المبكر للتسربات في إجراء الإصلاحات الضرورية اللازمة بشكل أسرع والحيلولة دون تسرب كميات كبيرة. ولا شك أن الابتكار التكنولوجي مطلوب لتقليل تكاليف رصد وقياس الانبعاثات، هذا بجانب السياسات والإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة.  وقد حاز موضوع خفض انبعاثات الميثان على اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، والمفوضية الأوروبية، ووكالة الطاقة الدولية، بالإضافة إلى عدد ضخم من شركات النفط والغاز، وقد نتج عن ذلك تأسيس عدد من المبادرات الدولية من بينها المبادرة العالمية للميثان التي تم إطلاقها عام 2004 وتضم نحو 45 دولة حول العالم، وتهدف إلى تخطي العقبات أمام خفض واسترجاع انبعاثات الميثان في الدول الأعضاء. كما تم الإعلان في عام 2017 عن المبادئ التوجيهية لخفض الميثان من صناعة الغاز والتي وقع عليها حتى الآن نحو 22 شركة نفط وغاز يشكل إنتاجها نحو 30% من الإنتاج العالمي من الغاز.

انبعاثات الميثان من صناعة الغاز الطبيعي في الدول العربية

حققت الدول العربية نجاحاً ملموساً في خفض انبعاثات الميثان الناتجة من قطاع إنتاج الغاز الطبيعي، حيث بلغت شدة /كثافة الميثان (كميات الميثان الهاربة من إجمالي الإنتاج) وفق آخر التقديرات نحو 0.8% من إجمالي الإنتاج وهي أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ نحو 1.8%. ومن منظور آخر، يشكل إنتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي نحو 16% من الإنتاج العالمي، بينما تتسبب صناعة الغاز لديها في 12% فقط من إجمالي انبعاثات الميثان الناتجة من القطاع عالمياً. كما تعمل بعض الدول العربية على خفض شدة /كثافة الميثان من قطاع النفط والغاز إلى ما دون 0.2% خلال السنوات المقبلة.

وقد اختتم المهندس/وائل ورقته برسالة رئيسية أن تخفيض انبعاثات الميثان يمثل فرصة واعدة لصناعة النفط والغاز للعب دور رئيسي في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والمساهمة في خلق مستقبل للطاقة المستدامة.